Tuesday, December 25

فلتعترف أنك تحبها

نعم، أنت تحبها. لم تتوقف يوما عن حبها. ما زلت تشعر بالإحساس نفسه عندما تراها. تعطيها يدك لتلقى التحية و بداخلك صوت يصرح بأنك لم تكن يوما تريد هذا. لم تكن يوما تريد الفراق. تقول أن أصعب ما فى الفراق هو أنك ترآها أينما ذهبت. ترآها و تنظر إليها فتتأكد من أنها لا تكرهك. تراها و تعلم أن بداخلها شخص يريد الشئ نفسه. تعلم أنها ما زالت متعلقة بما مررتم به. تعلم أنها ما زالت متمسكة بالذكرايات. ولكنك تعلم أنها بالرغم من هذا لم تعد متعلقة بك أنت كشخص. لم تعد متمسكة بحبك. هل تظن أنها لا زالت تحبك؟ إن كان هذا هو سبب تواجدك حتى الآن فمن الأفضل أن ترحل. فهى لم تعد تحبك و لكنى أعلم أنها تحب وجودك حولها. تقنعك بأنها لم تعد تفكر فى الموضوع ولكنى أعلم أنها لا تفكر إلا فيه. أراك تلقى عليها التحية ولا تعرف كيفية التعامل معها. تنظر إليها و أنت تعلم أنكما تفكران فى الشئ ذاته و لكنك تفضل السكوت. فهذا ما تندم عليه أنت. تفضل السكوت لأنك تخشى الكلام. تخشى أن ينقلب الكلام ضدك فتلتزم الصمت. يسألونك عنها فتتذكر. يسألونها عنك فتتظاهر بأنها لا تعلم شيئا. لكنى فى الواقع على علم بأنها لم تكف يوما عن التفكير فيما فقدته. نعم، تعترف بأنها ليست نادمة على ما فعلت لأن هذه النار المشتعلة التى يمكن للشخص تسميتها بالحب لم تعد موجودة و لكنها رغم هذا تفتقدك. لا تفتقد حبك و لكنها تفتقد مساندتك. لا تفتقد هذه المشاعر التى لم تفهمها يوما و لكنها تفتقد صداقتك. لا تفتقد إتفاقك معها فى معظم الأحيان و لكنها تفتقد كونها شخص يفهمك. لا تفتقد محاولتك لاختراق هذا الجدار المصفح بداخل رأسها و لكنها تفتقد الجهد الذى بذلته أنت لفهم ما يدور برأسها. لا تفتقد قصصك التى قد سمعتها مرارا و تكرارا و لكنها تفتقد وثوقك فيها هى. تفتقد ما لم تصلوا إليه يوما. تفتقد ما لم تكونوا عليه يوما. تفتقد عدم وجودك. بالطبع تسأل نفسك من أين لى بكل هذه المعلومات؟ كيف توصلت إلى كل هذا؟ فهل هى استنتاجات أم حقائق؟ هل تعتقد أنى قد مررت بنفس التجربة من قبل؟ أفضل عدم الرد على هذه الأسئلة و لكنك تعلم أنى على حق. ولهذا سأحتفظ بإجابتى. نعم، أنت تحبها و هى تحبك و هذا كل ما أعلمه.

No comments:

Post a Comment