Sunday, November 18

زى فاقد للمصداقية

زى آخر ظهر على التلفاز. منافق آخر بدأ الكلام. آرى وجهه و لكنى لا أسمع صوته. وجهه لا يشير إلى أنه حزين، وجهه يشير إلى عدم الإكتراث و عدم الإهتمام. أرفع صوت التلفاز لأفهم كلامه و لكن كلامه يبقى غير مفهوم. ماذا يقول؟ لماذا صوته مرتفع و يشير إلى الانفعال بينما تعابير وجهه هادئة؟ هل يمنعه نفاقه من قول ما يمكن أن نصدقه نحن؟ أم أصبح لا يتحلى حتى بمصداقية نفسه كى يجعلنا نحن نصدق ما يقول؟ هل أنتصر الكذب عليه؟ وارد. تظهر صور الكارثة على التلفاز فتبدأ أمى فى البكاء. لا أحاول تهدئتها، فهو موقف يستحق البكاء. هذا المسئول الذى لا أعرف اسمه حتى الآن يبكى هو الآخر، مما يجعل كلامه غير مفهوم على الإطلاق. فلماذا يبكى؟ هل يبكى بسبب منصبه الذى خسره؟ أم بسبب الضحايا؟ هل يبكى على نفسه التى خسرها ليحصل على السلطة؟ أم على نفاقه الذى لم يعد له أى مصداقية؟ على سياسته الفاشلة؟ هل من الممكن أن يكون بكائه هذا جزء لا يتجزأ من هذه التمثيلية الكاذبة؟ فهذا حال كل من يرتدي هذا الزي الأنيق متصوراً أنه قد يخفى ما بداخله من شر و نفاق فلماذا ننصت إليهم؟ ألتفت لأمى لأجدها تنظر إلى التلفاز بغضب. اسأل عن هوية هذا المنافق ولكنها لا تجيب إلا بسؤال آخر "هل من المهم أن تعرفى؟ فهو أحد المنافقين. لا يختلفون عن بعض فى شئ."

No comments:

Post a Comment