Wednesday, November 28

واقعى الغائب

أنظر إليك كى أحاول استيعاب ما يحدث بداخلك. أنا أعلم أنك لم تنصت إلى أي شئ قلته. أنا أعلم أنك لا تفكر فى شئ إلا الهروب لأنك تفتقده أكثر مما ستفتقد كلامى يوما. أعلم أنك لم تنصت إلى لأنك على علم بأنك لن تفهم أي شئ على أى حال. أسألك ولا تجيب. عيناك سارحتان فى عالم آخر و عقلك غير واعى بما يحدث من حولك. هل أصبحت مملة إلى هذا الحد؟ هل هرمت حتى أنت من شكواى المتكررة و كلامى الذي لم يكن يوما مفهوما و شرحى المتناهى؟ أعلم أنك لم تعد تنتظر لقائى أو تشعر بأى شغف. أعلم أنك لم تفهم يوما سبب بكائى المتكرر أو سبب محاولتى إخفاء كل هذه المشاعر المتلطخة عنك. لكنى لم أكن أخفيها عنك، كنت فقط أخفيها عن العالم و عن نفسى. أنا أتفهم عدم فهمك لى أو لأفكارى و عدم رغبتك فى التواصل معى و مع ذلك مازلت متعلقة بك. و لكنى لا أفهم السبب. لا أستطيع فهم نفسى فكيف لك أنت أن تفهمنى؟ أنظر إليك بتعمق أكثر كى تزيد الصورة وضوحا و لكنها فى الواقع فى غاية الوضوح، لم تكن يوما أوضح. فالأمر واضح ولكنه واضح فقط فى خيالى لأكنك لم تكن يوما حقيقة. فأنت- مثل كل ما حدث و شعرت به من قبل- مجرد خيال ليس له أدنى صلة بالواقع. الواقع الذى لم أعد أفهمه. الواقع الذى لم أعد أستطيع التفرقة بينه و بين الخيال. لكنى رغم هذا متعلقة بالخيال و بصورتك التى فى ذهنى. و لهذا فأنا مازلت أنظر إليك. أنظر إليك كى أحاول إستيعاب ما بداخلك. أو ربما لأنى أريدك أنت أن تفهم ما بداخلى.

No comments:

Post a Comment